سوق “باب الفلة” هو أحد الأسواق الشعبية بتونس العاصمة، يشهد إقبالا مُتزايدا من قبل المواطنين من مختلف المناطق والاحياء بإقليم تونس تونس الكبرى، نظرا لإنخفاض أسعار المنتوجات المعروضة هناك، من خضر وغلال ولحوم وملابس مستعملة…
سوق باب الفلة يستهدف الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل بالأساس، وهو ما يُفسر تتالي الزيارات التي يُؤديها له عدد من مسؤولي الدولة، وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد تحول يوم 14 فيفري 2023 الى هناك أين إستمع لمشاغل التجار والمواطنينوتحادث معهم بشأن الأسعار ونسق التزويد، مؤكدا أن هاجسه الأكبر مقاومة الغلاء والحفاظ على المقدرة الشرائية خاصة للفئات المحدودة الدخل.






العديد من أسعار الخضر كانت في المتناول على غراء “الطماطم” بـ 660 مليم الكلغ الواحد والبصل تراوحت أسعاره بين 850 مليم و1 ينار والبطاطا بـ 1580 مليم، وما جلب الانتباه هو سعر “الفلفل” الذي تجاوز 4 دنانير وهو مستوى غير منطقي سيما وأننا في ذروة الإنتاج.
أرجع رئيس نقابة الفلاحين الميداني الضاوي قفزة الاسعار، إلى عدة عوامل، أبرزها النقص الكبير في الموارد المائية وتراجع المخزونات بالسدود الى جانب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وهبوب الشهيلي والذي تسبب في تعرض نسبة هامة من المساحات المزوعة للتلف.
وأضاف الضاوي في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ نقص المنتوج بالأسواق يُعزى أيضا لإرتفاع كلفة الإنتاج.
ولفت الى ان مختلف هذه التراكمات تسببت في القفزة القياسية للأسعار، وبلوغها مستويات تجعل العائلات التونسية عاجزة عن اقتناءها في ظلّ تراجع المقدرة الشرائية للأسر.
فمثلا، موجة الحرارة الأخيرة ورياح الشهيلي أضرّت بنحو 90 بالمائة من مساحة الخضراوات بولاية القيروان، استنادا الى ما صرح به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان، المولدي الرمضاني في وقت سابق لـ “وات”.
وأوضح أن درجات الحرارة التي فاقت 50 درجة بالجهة ساهمت في إتلاف جزء من محاصيل الفلفل والطماطم والقرعيات، ما أثّر على نسق التزويد بهذه المنتوجات الفصلية، وأدّى إلى ارتفاع أسعارها خلال الأيام الأخيرة في الاسواق لتتراوح بين 4 و5 دنانير للفلفل و7 دنانير لصنف الفلفل البقلوطي و3 دنانير للطماطم الفصلية.
وأضاف أنّ هذه الموجة الحرارية كان لها تأثير كبير على الأشجار المثمرة لاسيما البعلية منها، وأدّت إلى اتلاف عدد من اللوزيات وأشجار المشمش والتفاح والعنب، وأثّرت بدرجة اقل على أشجار الزيتون وذلك رغم عمليات الري والتبريد.