كجزء من برنامج الاستثمار السنوي (PAI) ، نفذت تسع بلديات في تونس مشاريع الطاقة والمناخ و تم تتويج هذه المبادرات المحلية مؤخرًا من قبل الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة (ANME) ، والتي تدعم الاستدامة داخل المناطق في كامل تراب الجمهورية.
إن انتقال الطاقة في تونس عامة وفي في اغلب مدنها خاصة يجري على قدم وساق و في هذا السياق ، قام تحالف البلديات من أجل انتقال الطاقة (Acte) مؤخرًا بمكافأة تسع بلديات تونسية لاستدامة مشاريع الطاقة والمناخ بها. وحصلت كل من بلديات صفاقس ، وسوسة ، والقيروان ، ونابل ، وبنزرت ، ومددين ، وحمام الأنف ، ودوز ، والكاف على جائزة “Acte” ، المنظمة بالشراكة مع كتابة الدولة للاقتصاد (Seco) للحكومة السويسرية.
ومن بين المبادرات التي منحتها شركة “Acte” نذكر مشروع توريد الطاقة الشمسية الكهروضوئية للمباني الإدارية بقيادة بلدية بنزرت ، ومشروع كهربة عربات السكك الحديدية في نابل ، فضلاً عن تنفيذ تقنية تهدف إلى توفير معلومات عن المناخ في مدينة صفاقس.
ستستفيد هذه المشاريع المختلفة من الدعم الفني والمالي من صندوق إقراض ودعم السلطات المحلية (CPSCL) ، والوكالة الفرنسية للتحول البيئي (Ademe) ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ، وكذلك الوكالة الألمانية للتعاون الدولي(GIZ) وصندوق تحويل الطاقة (FTE) الذي أنشأته دولة تونس في 2013.
بناء مدن مستدامة
تم إطلاق برنامج Acte في عام 2015 ، ويتم تنفيذه من قبل الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة (ANME) في تونس. “نحن نشجع ترشيد استهلاك الطاقة البلدية ، مع تحفيز ديناميكية محلية حميدة ، والتي تشرك الفاعلين المحليين في الانتقال البيئي للإقليم” ، هكذا اشارت الوكالة الموجودة في العاصمة تونس.
وتمنح علامة الجودة الطاقية لبرنامج تحالف البلديات للانتقال الطاقي “آكت” من طرف لجنة وطنية تتكوّن من ممثلين عن وزارات الصناعة والبيئة والداخلية والاستثمار الى جانب صندوق القروض ودعم الجماعات المحلية.
وتعتبر هذه العلامة التونسية تفرعا عن العلامة الأوروبية “الجائزة الأوروبية للطاقة” وهي شهادة تم تطويرها بناء على تجربة سويسرا، التي بادرت إلى وضع هذه العلامة ل”مدينة الطاقة”.
وتندرج علامة “آكت” في إطار برنامج “التحالف المشترك لأجل التحوّل الطّاقي”، الذّي تمّ إطلاقه منذ سنة 2015 من قبل الوكالة الوطنية للتحكّم في الطّاقة بتمويل من الكنفدرالية السويسرية.
ويهدف البرنامج إلى دعم الجماعات المحليّة في تونس بغاية تحسين إسهامهم في تحقيق الأهداف الوطنية في المجال الطّاقي والإنخراط ضمن تمش للتصرّف الطّاقي المستديم.
وأبرز السفير السويسري بتونس، فيليب رنغلي، خلال ورشة اختتام المرحلة النموذجية للبرنامج وإسناد علامات “آكت”، التزام بلاده بمواصلة دعم برنامج “آكت”، الذّي يتماشى مع المبادرة السويسرية “مدينة الطاقة”، التّي كانت وراء الإلهام بعلامة “الجائزة الأوروبية للطاقة” المعتمدة اليوم في أكثر من 1600 مدينة عبر العالم.
ويكافؤ برنامج “مدينة الطاقة”، الذّي تمّ إطلاقه منذ سنة 1991 أداء البلديات، التّي تمارس وتعمل على تنفيذ سياسة طاقية نموذجية في مجال التنمية المستديمة.
وأكّد المدير العام للوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، فتحي الحنشي، أن الوضع الطاقي في تونس “مقلق” إذ يتسم بعجز طاقي هيكلي تواصل منذ سنوات 2000 وهو يتطلب انخراط جميع الأطراف الفاعلة، لا سيما، الجماعات المحلية.
واهتمت المرحلة النموذجية من برنامج “تحالف البلديات للانتقال الطاقي”، التّي تمّ إطلاقها منذ سبتمبر 2019، بتوفير المصاحبة لفائدة 14 مدينة نموذجية بكلفة استثمارية في حدود 2،5 مليون دينار.
واستفادت هذه الجماعات بدعم من أجل تكريس التصرف الطاقي المستديم وإحداث المشاريع المهيكلة والتنفيذ السريع للبرامج التوضيحية.